“يجب أن لا يكون شهر رمضان فرصة للاحتكار والترفيع في الأسعار”، ذلك ما توجّه به رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، إلى الشعب التونسي بمناسبة حلول شهر رمضان المعظّم، في كلمة ألقاها الليلة من جامع الزيتونة المعمور.
ودعا رئيس الدولة، إلى التخفيض في الأسعار ومقاطعة كل من يسعى الى المضاربة والاحتكار، والأخذ بيد المحتاج.
وذكّر، بالمناسبة، بأهميّة ركن الصيام في شهر رمضان، الذي نزل فيه القرآن الكريم، مبيّنا، أن الصيام ليس الإمساك عن الطعام والشراب فقط بل الاحتكام الى مقاصد الاسلام وذلك بالحرص على إستقامة السلوك والعمل الصالح.
واستشهد بقول رسول الله صلى الله عليم وسلم: “من لم يدعْ قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدعْ طعامه وشرابه”، مضيفا، أن محكم التنزيل أورد “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (الآية 183 من سورة البقرة).
وبين أن جوهر الإسلام ينبني على مفهوم الاستقامة، “وللاستقامة معان كثيرة وجليلة منها منع النفس عن المعاصي والشبهات والإكثار من الشهوات”.
واستند الى قول الله تعالى “وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى” (النازعات 40 /41)، مبينا أن الهوى هو ما ترغب فيه قوى النفس مما يخالف الحق والنفع الكامل.
وأكد أن من بين مقاصد الإسلام مجاهدة النفس ومعالجتها حتّى تفضي إلى تزكيتها وتصل بها إلى الفلاح، واستشهد بقول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه لما سئل عن الجهاد فأجاب “ابدأ بنفسك فجاهدها وابدأ بنفسك فأغزها”، لان هذا الشهر الذي عظمه الله هو شهر مجاهدة النفس وتزكيتها.