وفي ما يلي نصّ الرسالة التي وجهها عاطف بن حسين إلى رئيس الجمهورية:
“إلى السيد رئيس الجمهورية
سيدي الرئيس لقد انتظرت منكم تدخلا عاجلا في ما يحدث في وسائل الإعلام ، لأني أتصور أنكم تدركون أن جوهر الصراع في تونس هو ثقافي بالأساس ،، و ما يمرر في بعض وسائل الإعلام هو تشجيع على ثقافة الإنحدار و الحقد و الكره ،،
هذه البرامج دمرت ثقافة التونسي و جعلت منه مواطنا سلبيا ، إذ قتلت فيه كل القيم الإنسانية النبيلة و تحولت إلى حلبات مصارعة يفوز فيها من هو قادر على الإنحدار أكثر من الآخر … ليصبح القبح شعارهم و “قلة التربية” مرادهم …
سيدي الرئيس لن نصنع جيلا يعمل و مثقف و يحترم القانون و الوطن بمثل هذه البرامج الخطيرة جدا ،،، فهؤلاء يعملون دون أخلاقيات و يجعلون من الأغبياء و الحمقى مشاهير ،، فالظهور الإعلامي مسؤولية تاريخية لا يمكن أن نمنحها لأي كان ،،،
إن بداية الإصلاح تبدأ من هنا فقط دون المساس من حرية الرأي و التعبير .. فالحرية مسؤولية و المسؤولية في بناء مجتمع متماسك حتى تتمكنوا من فرض القانون و تطبيقه ..
نحن نريد إصلاح ما أفسدوه منذ سنوات حتى ننقض أبنائنا من هذه السموم و حتى لا يتأثروا بأبطال هذه البرامج و سلوكهم المنحرف،،
سيدي الرئيس وجب الإعتناء بالهايكا و إعطائها المكانة التي تستحق و تفعيل قوانينها حتى تؤدي دورها كما يجب .
كما وجب الانتباه الى مؤسستي التلفزة الوطنية و الإذاعة الوطنية و الوقوف على ملفات الفساد و تجاوز القانون لبعض الإداريين الذين دمروا هاتين المؤسستين لحساب المؤسسات الخاصة .. أقول هذا حتى يتمكن الإعلام العمومي من لعب دوره الحقيقي في نشر ثقافة وطنية و ملتزمة بقضايا التونسي ،،،
سيدي الرئيس لقد وجهت مثل هذه الرسالة في السابق إلى كل المسؤولين دون إجابة و اليوم أعيد الكرة ربما يصلكم محتوى هذا الكلام الذي لا أشك لحظة في أنكم تدركون خطورته
و السلام …عاطف بن حسين”