ويأتي هذا اللقاء في سياق تقديم المنظمة، ممثلة في مكتبها بتونس، لـــ » مشروع المقاربة التشاركية المجتمعية » المندرجة ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير السياسات الصحية ومتابعة تنفيذ مخططاتها.
وبيّن أعضاء وفد منظمة الصحة العالمية أنّ الهدف من هذا المشروع هو التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز تشريك المواطن في أخذ القرارات الناجعة في رسم السياسيات الصحية، على كل من المستوى الجهوي والمحلي والوطني.
وأوضحوا ان دور المواطن يكمن في تحديد أولوياته وحاجياته في القطاع الصحي والمشاركة في مراحل التخطيط والتقييم ومتابعة تنفيذ القرارات والسياسات الوطنية.
كما يرنو المشروع في مجمله الى مأسسة دور المجتمع المدني في رسم السياسات الوطنية للصحة، وإضفاء مزيد من الثقة بين مختلف مكوّناته وبين الوظيفة التنفيذية بما يضمن نجاعة مشاريع الإصلاح وحسن تطبيقها.
وأكّدوا أن تشريك المواطن في أخذ القرار في المجال الصحي لن يقتصر على مستوى وزارة الصحة بل يجب ان يشمل بقية الأطراف الفاعلة في المنظومة لاسيما وزارات الفلاحة والبيئة والداخلية وغيرها من الأطراف المعنية.
كما قدم أعضاء الوفد عرضا حول برنامح « منهج الصحة الواحدة » الذي يعتبر احد تحديات منظمة الصحة العالمية لا سيما في ظل الانتشار المتسارع للأوبئة بمختلف اصنافها وتأثيراتها على العالم باسره. وتم التشديد في هذا الاطار على أهمية تكاتف الجهود بين جميع المتدخلين في المنظومة الصحية للوقاية من الأوبئة المنتشرة باعتبار ان الاحصائيات تؤكّد أن أسباب 60 بالمائة من الامراض حيواني.
واكّدوا أهمية دور مجلس نواب الشعب من خلال جهود لجنة الصحة في إنجاح هذا المشروع وهذه المقاربة التشاركية عبر التشريع والرقابة.
وثمّن السيد نبيه ثابت رئيس لجنة الصحة وشؤون المرأة والأسرة والشؤون الإجتماعية وذوي الإعاقة، تعاون منظمة الصحة العالميّة مع اللجنة الذي تجسّم عبر تكثيف اللقاءات وتبادل وجهات النظر حول سبل الارتقاء بالمنظومة الصحية. وأكّد استعداد اللجنة للنظر في المشروع الذي تمّ تقديمه والمتعلّق بالمقاربة التشاركية المجتمعية، مع تقديم مقترحات في الغرض.
كما تطرّق الى نجاعة الحوارات المجتمعية التي انعقدت في تونس بخصوص إصلاح المنظومة الصحية، مؤكّدا أهمية العمل على تنفيذ التوصيات المنبثقة عنها.