توفيت المحامية الفرنسية والمدافعة عن مناضلي جبهة التحرير الوطني الجزائرية جيزيل حليمي اليوم الثلاثاء 28 تموز 2020 في العاصمة باريس عن عمر ناهز 93 عاماً.
من هي جيزيل حليمي؟
ولدت جيزيل حليمي في 27 جويلية 1927 في منطقة حلق الوادي في تونس، وكانت قد روت في كتابها “قضية النساء” المنشور عام 1974 عن علاقتها المتوترة مع والدتها وعن تمردها المبكر على الأعراف الاجتماعية السائدة في أوساط عائلتها اليهودية المحافظة الذي وصل حد إضرابها عن الطعام وهي في سن العاشرة اعتراضاً على منعها من القراءة والوصول إلى الكتب.
في سن السادسة عشرة، رفضت حليمي زواجاً رتبته العائلة وفضلت السفر إلى فرنسا ودراسة القانون قبل أن تعود إلى تونس وتنضم إلى نقابة المحامين عام 1949. متمردة دفاعاً عن حقوق المرأة، وقد عرفت حليمي بنضالاتها في مقاومة الاستعمار الفرنسي في تونس، التي كانت تزورها بانتظام لقضاء العطلات .
وبعد انتقالها للعيش في فرنسا عام 1956 تزوجت من بول حليمي وغيرت اسمها وأنجبت طفلين. ورغم الطلاق، حافظت جيزيل على اسم العائلة حليمي وتزوجت من كلود فو، الذي كان سكرتيراً لدى الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، وأنجبت منه طفلها الثالث.
عندما بدأت حرب التحرير الجزائرية، انضمت جيزيل حليمي إلى الحملة التي كان يقودها سارتر وآخرون من موقعي “بيان الـ121″ في سبتمبر 1960 والداعية إلى استقلال الجزائر.
شاركت حليمي على الدوام في السياسة دون أن تكون فاعلة سياسية مباشرة، وفي عام 1965 أسست مع آخرين ما عرف بـ”الحركة الديمقراطية النسائية” التي دعمت ترشيح الاشتراكي فرانسوا ميتران لرئاسة الجمهورية.
عام 1978، ترافعت جيزيل حليمي في قضية فتحت باب الاعتراف بالاغتصاب كجريمة. حينها مثلت حليمي شابتين بلجيكيتين تقدمتا بشكوى ضد ثلاثة رجال بتهمة الاغتصاب. مهدت هذه القضية الطريق لقانون 1980 الذي يعتبر الاغتصاب جريمة وتم عرض تفاصيلها في فيلم وثائقي عام 2014.
بعد وصول الاشتراكي فرانسوا ميتران، مرشح جيزيل حليمي المفضل للرئاسة، إلى قصر الإليزيه، خاضت مغامرة السياسة “الرسمية” للمرة الأولى وأصبحت نائبة اشتراكية عن إقليم إيزير (جنوب شرق فرنسا) قبل أن تصبح سفيرة فرنسية لدى اليونسكو من 1985 إلى 1986.
نشرت حوالي خمسة عشر كتاباً بين عامي 1988 و2011 بينها “قضية النساء” (1974)، و”قضية النساء الجديدة” (1997) وكان آخرها “قصة شغف” وهي في الـ84 من عمرها.