تعيش البلاد التونسية هذه الأيام توافد العديد من المهاجرين غير الشرعيين من دول إفريقيا جنوب الصحراء وقد تعددت جنسياتهم (مالي ،الكامرون ،السودان ،تشاد،نيجيريا …)لكنهم يجتمعون على هدف واحد وهو عبور البحر المتوسط والوصول الى الضفة الأخرى منه حلما بحياة أفضل بعيدة عن الحروب والدماء والفوضى التي تعرفها بلدانهم . فما تشهده البشرية من متغيرات متسارعة هذه الأيام تشكل منعكسا حقيقيا كنتيجة طبيعية لما يجري في هذا العالم . إفريقيا القارة الغنية بكل شيء من ثروات طبيعية وباطنية وقوى عاملة شبابية يركب أهلها أمواج البحر ويموت البقية في نزاعات وحروب أهلية إفتعلها الغرب وعاش على حساب نهبها مئات الأعوام وكانت أحد روافد الإقتصاد الغربي بحيث امتلأت مخازنه بخيرات القارة السمراء وضريبة لذلك جرَّدَ الإفريقي من إنسانيته بنشر الأمية والجهل والدماء ودمَّرَ الإنسان في إفريقيا وجعله مجرد آداة يتلاعب بها كيف يشاء . كل هذه الأسباب تعتبر دوافع رئيسية قوية لهجرة شعوب إفريقيا جنوب الصحراء جاعلين من دول شمال المتوسط مقصدا لهم فمنهم من يختار الاستقرار والاقامة بهاته الدول ومنهم من يعتبرها مناطق عبور للوصول إلى الضفة الأخرى بطرق غير قانونية لكن آمالهم تخيب بمجرد إحباط دول الإتحاد الاوروبي لرحلاتهم البحرية فيجدون أنفسهم مشردين وآخرون يذهبون ضحية غرق مراكب الهجرة السرية في حوادث إنسانية مؤلمة تتكرر مشاهدتها مع دخول فصل الصيف كثيرا . إن تمحور التوازنات في العالم لم يعد خافيا اذ يرى كثيرون أن القارة الإفريقية مرشحة لتكون ساحة لصراع عالمي جديد يبدو أنّه كان مؤجلا في وقت قريب او نقطة انطلاق لتحقيق الاستقرار الاستراتيجي فهل ستكون إفريقيا السمراء منطقة استقرار مفضل لشعوبها ام سيبقى البحر المتوسط مقبرة الأحلام والهاربين بحثا عن حياة ؟؟؟؟
هجرة افارقة جنوب الصحراء:النزاعات والحروب الأهلية دوافع للهجرة الجماعية
عبد الحميد الجدي